::
اللهُمَّ صَلِّ على مُحمَّدٍ وآلِ مُحمَّد وعجِّل فرجهم وفرجنا بِهم
؛
۩..[بينَ يدي الأستاذ ]..۩
قال لي معلمي :
كان لي صديق ، وكان متدينا نظيفا ، وكان دائم العبادة ، وقد توفرت له كل امكانات اختراق
الحجب الظلمانية والنورانية ،ومع ذلك فالحجب ظلت كما هي ، ولم تحصل له حالة الكشف ،
ولم يتحول قلبه الى نبع للحكمة ، ولذا فكرت واياه في البحث عن سر حالته هذه .
فوصلنا بعد ايام الى هذه النتيجة ؛ وهي انه يفتقد احدى الصفات الانسانية الحسنة
فهو لا يشكر الناس الذين يسدون اليه بخدمة ، وكان يعتبر نفسه دائنا وليس مدينا اليهم بشيء ،
وكأنه لم يسمع هذا القول المأثور : «من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق» (1) .
وعدم الشكر يعني كفران النعمة الذي سيمتد ليشمل النعم الالهية .
ذات يوم اردت ان اختبر الى اي حد تغلغلت هذه الصفة في وجوده ، تحدثت معه عن طائفة من
النعم الالهية . فقال : انه يجب على الله الذي خلقنا ان ينعم علينا بهذه النعم .
وعندما تكلم بهذا الكلام ظننت انه سيدعي دَينا على الله !
ولهذا ادركت ان هكذا انسان يعتبر نفسه دائما ان له دَينا على الآخرين .
ولقد كان هذا حجابا في حياته ، غير انني كنت له كالمرآة التي يرى فيها عيوبه ، فهو لا يغضب
كالناس الآخرين اذا ما ذكرت له عيبا ، بل كان يرحب بذلك ويشكرني ، ويسألني علاجا لهذا
المرض الروحي الذي يعاني منه ، وهذا ما فعله . اخبرته كيف يعالج امراض الروح قلت له :
فان اردت اكتب لك وصفة ، فانا حاضر فلعلك تصاب يوما بمرض روحي !
وسررت لاستعداده وقلت له : اشكرك .
فيما يخص النعم الظاهرية والمادية على المرء ان ينظر الى من لا يملكها ، اي ينظر الى ما دونه ،
وليس الى ما فوقه ، فان كان المرء ثريا فعليه ان ينظر الى حال الفقراء ، والا ينظر الى من هو
اثرى منه واغنى ، فاذا نظر الى ما هو دونه شكر الله سبحانه على ان منحه نعمة الغنى .
وان كان المرء صحيحا سليما ومعافي ، فعليه ان ينظر الى المرضى ، والذين يعانون من علل شتى ،
والراقدين في المستشفيات ، والذين يقضون الليل يتلوون من الالم ، فيتأمل في حال هؤلاء
واولئك ويشكر الله ، وهكذا في كل نِعم الله عز وجل . والمريض المصاب بصفة الكفران عليه
ان يأخذ حالته هذه مأخذ الجد ، ويعتبرها اشد فتكا من القرحة في المعدة ،
انا ايضا اداوم على عمل كل ليلة حتى لا اصاب بهذا المرض ، وهو ان اسجد لله كل ليلة قبل ان
آوي الى فراش النوم ، واستعرض ما اقدر عليه من نعم الله ،
فكلما عرضت لي نعمة وذكرتها قلت : «الحمد لله رب العالمين» .
ولذا فقد تستمر سجدتي طويلا ؛ لإن نعم الله لا يمكن احصاؤها ابدا ، كيف وقد قال الله تبارك
وتعالى : «وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها» (1) .
كما ان الشكر يزيد في النعم ، وقد قال جل جلاله : «لئن شكرتم لازيدنكم» (2) .
وليتك تستطيع ان تتضرع الى الله عز وجل بمناجاة الشاكرين فتكون قد راعيت الادب في الدعاء
؛
مُقتطف من كتاب [ بينَ يدي الأستاذ ]
لــ السيد حسن الأبطحي
بهِ توجيهات تربوية اعجبتني ، فاحببتُ نقلهُ لكم لعموم الفائدة
(( كتاب الكتروني / الحجم 552 ك .ب ))
لــــــــــ (( التحميـــــل ))
..
اسألكم الدُعــــــــــــاء
::
اللهُمَّ صَلِّ على مُحمَّدٍ وآلِ مُحمَّد وعجِّل فرجهم وفرجنا بِهم
؛
۩..[بينَ يدي الأستاذ ]..۩
قال لي معلمي :
كان لي صديق ، وكان متدينا نظيفا ، وكان دائم العبادة ، وقد توفرت له كل امكانات اختراق
الحجب الظلمانية والنورانية ،ومع ذلك فالحجب ظلت كما هي ، ولم تحصل له حالة الكشف ،
ولم يتحول قلبه الى نبع للحكمة ، ولذا فكرت واياه في البحث عن سر حالته هذه .
فوصلنا بعد ايام الى هذه النتيجة ؛ وهي انه يفتقد احدى الصفات الانسانية الحسنة
فهو لا يشكر الناس الذين يسدون اليه بخدمة ، وكان يعتبر نفسه دائنا وليس مدينا اليهم بشيء ،
وكأنه لم يسمع هذا القول المأثور : «من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق» (1) .
وعدم الشكر يعني كفران النعمة الذي سيمتد ليشمل النعم الالهية .
ذات يوم اردت ان اختبر الى اي حد تغلغلت هذه الصفة في وجوده ، تحدثت معه عن طائفة من
النعم الالهية . فقال : انه يجب على الله الذي خلقنا ان ينعم علينا بهذه النعم .
وعندما تكلم بهذا الكلام ظننت انه سيدعي دَينا على الله !
ولهذا ادركت ان هكذا انسان يعتبر نفسه دائما ان له دَينا على الآخرين .
ولقد كان هذا حجابا في حياته ، غير انني كنت له كالمرآة التي يرى فيها عيوبه ، فهو لا يغضب
كالناس الآخرين اذا ما ذكرت له عيبا ، بل كان يرحب بذلك ويشكرني ، ويسألني علاجا لهذا
المرض الروحي الذي يعاني منه ، وهذا ما فعله . اخبرته كيف يعالج امراض الروح قلت له :
فان اردت اكتب لك وصفة ، فانا حاضر فلعلك تصاب يوما بمرض روحي !
وسررت لاستعداده وقلت له : اشكرك .
فيما يخص النعم الظاهرية والمادية على المرء ان ينظر الى من لا يملكها ، اي ينظر الى ما دونه ،
وليس الى ما فوقه ، فان كان المرء ثريا فعليه ان ينظر الى حال الفقراء ، والا ينظر الى من هو
اثرى منه واغنى ، فاذا نظر الى ما هو دونه شكر الله سبحانه على ان منحه نعمة الغنى .
وان كان المرء صحيحا سليما ومعافي ، فعليه ان ينظر الى المرضى ، والذين يعانون من علل شتى ،
والراقدين في المستشفيات ، والذين يقضون الليل يتلوون من الالم ، فيتأمل في حال هؤلاء
واولئك ويشكر الله ، وهكذا في كل نِعم الله عز وجل . والمريض المصاب بصفة الكفران عليه
ان يأخذ حالته هذه مأخذ الجد ، ويعتبرها اشد فتكا من القرحة في المعدة ،
انا ايضا اداوم على عمل كل ليلة حتى لا اصاب بهذا المرض ، وهو ان اسجد لله كل ليلة قبل ان
آوي الى فراش النوم ، واستعرض ما اقدر عليه من نعم الله ،
فكلما عرضت لي نعمة وذكرتها قلت : «الحمد لله رب العالمين» .
ولذا فقد تستمر سجدتي طويلا ؛ لإن نعم الله لا يمكن احصاؤها ابدا ، كيف وقد قال الله تبارك
وتعالى : «وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها» (1) .
كما ان الشكر يزيد في النعم ، وقد قال جل جلاله : «لئن شكرتم لازيدنكم» (2) .
وليتك تستطيع ان تتضرع الى الله عز وجل بمناجاة الشاكرين فتكون قد راعيت الادب في الدعاء
؛
مُقتطف من كتاب [ بينَ يدي الأستاذ ]
لــ السيد حسن الأبطحي
بهِ توجيهات تربوية اعجبتني ، فاحببتُ نقلهُ لكم لعموم الفائدة
(( كتاب الكتروني / الحجم 552 ك .ب ))
لــــــــــ (( التحميـــــل ))
..
اسألكم الدُعــــــــــــاء
::
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق